ولكني كنت أعيش من أجل غد لا خوف فيه.. وكنت أجوع من أجل أن أشبع في ذات يوم.. وكنت أريد أن أصل الى هذا الغد.. لم يكن لحياتي يومذاك أية قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بأن السماء لا يمكن ان تكون قاسية إلى لا حدود.. و بأن هذا الطفل، الذي تكسرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة، سوف يمضي حياته هكذا، ممزقاً كغيوم تشرين، رمادياً كأودية مترعة بالضباب، ضائعا كشمس جاءت تشرق فلم تجد أفقها…
ورغم ذلك.. كنت أقول لذات نفسي “اصبر، يا ولد، إنك ما زلت على أعتاب عمرك، وغداً أو بعد غد، سوف تشرق شمس جديدة، ألست تناضل الآن من أجل ذلك المستقبل؟ سوف تفخر بأنك أنت الذي صنعته بأظافرك، منذ أسّه الأول.. إلى الآخر..” وكان هذا الأمل يبرر لي يومي، وكنت أحدق إلى الأمام وأدوس على أشواك درب جاف كأنه طريق ضيق في مقبرة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق