فلا مقر لنا في هذه الأرض و لا وطن لنا فيها و إنما وطننا في بيت المعاد الذي جئنا منه عند شجرة الخلد حقا و ليس عند شجرة الجوع و الظمأ التي أكل منها آدم و مازلنا نحن أولاده نأكل منها فنزداد جوعا على جوع و لا نعرف شبعا و لا راحة.
إنما الحياة بجوعها.
و شجرة الأنوثة بربيعها و خريفها.
و الزهور بتفتحها و ذبولها.
و الشمس بطلوعها و أفولها.
كلها رموز تتكلم بلسان الحال
فمن قطع حبل الاتصال و عاش حياة الانفصال و لم يعرف لذة الوصال و انشغل عن الحقيقة بعالم الأوهام و تعلقت همته بالصغار، فذلك حظه البقاء في النفق المظلم و نصيبه الابعاد والاهباط من نفق مظلم الى نفق آخر أشد اظلاما و لا نهاية.. فليس للبعد نهاية كما أنه ليس للقرب نهاية.. و ليس لنعيم الله حدود كما أنه ليس لعذابه حدود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق