في ذلك الزمن البعيد، كانت مريم طفلة تعشق الورود الملونة
والوجوه الأليفة، مولعة بحب الألبسة الجميلة
لنقل مرة أخرى أنها كانت تحب الوديان الواسعة ومدينتها الساحلية
التي استباحت ذات مساء متعجرف دمها ودم محبيها.
كانت تعشق الدروب الضيقة التي تغلق أبوابها مبكراً
كانت مريم قبل أن يباغت الخريف أوراقه الصفراء والشتاء وديانه وجباله، تعشق البحر حد الرعشة. عندما كانت صغيرة، أخرجوها منه مرات عديدة نصف ميتة وفي كل مرة تقسم أن لا تعود له ولكنها عندما تواجهه في اليوم التالي، تنسى كل ما قطعته من عهد.
وتترك نفسها تنقاد نحو سحره وموجه. وكلما حل الشتاء بحثت بشغف عن محيط المدينة المنسي لتشاهد تراشق الأطفال بكرات الثلج
وعندما تتعب تدرك فجأة أنها لم تكبر أبداً وأنها بقيت بعد كل هذا الزمن على حافةالطفولة، عبثاً تحاول أن تصير امرأة وعبثاً تأخذ الدنيا بجدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق