⁣أحب الذين يتشاركون الطريق من البداية، الذين يسهرون على ضوء شمعة، ويسكنون بيتًا صغيرا، ويحسبون بالورقة والقلم مصاريف الشهر ومدخرات العام، ويصلّون الليل ليُرزقوا بفرصةٍ أفضل في الصباح، ويرزقون فعلا في الصباح فيشترون بدلا من الشمعة مصباحا، وينتقلون إلى بيتٍ أوسع، ويبدو حساب المصاريف والمدخرات أسهل، ويذوقون أطعُما جديدة، غير تلك التي اعتادوها كل نهار.⁣

..⁣

ربما لا يحكونها، لكنني أراها في عيونهم، ألمحها في نظرات كل منهم إلى صاحبه، أجدها في اعتزازهم بأسرار الرحلة، واحتفاظهم بأشواك الطريق، وحكاياتهم المختصرة عن العرق والأرق والقلق، ثم حكاياتهم المطوّلة عن فضل الله بعد البلاء، وعن الكفاية بعد الحاجة.⁣



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق