العجيبُ والجميلُ في المواساةِ الرّبانيّة أنّها لا تُشبِهُ أي مواساةٍ آدميّةٍ أُخرى، منفرِدةٌ لا تُقارن، لها أثرٌ يجعلُ النفسَ والقلبَ في حالةِ اطمئنانٍ عجيبة.


طريقُكُ مسدود، تائِهٌ، مُثقَل، كُلّ الأشياء لسببٍ غريبٍ تجري على نحوٍ سيئ، إنّها بالفعلِ لا تجري، تجثِمُ فوقَ رُوحِكَ، تتكدّس، كلُّ البُكاءِ لم ينفع، أحضانُ الأُمهات لم تُدفئ قلبك، ولا حتى الشّكوى، 

تمُرّ بآيةٍ صدفةً تَقول { عسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل اللهُ فيه خيرًا كثيرًا.} وأخرى {وقالوا حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمةٍ مِنَ اللهِ وفضلٍ لم يمسسهُم سُوء.} تشعُرُ بأنَّ القلبَ سكن واطمأنّ، الرُّوحُ مرتاحةٌ بشكلٍ عجيب، إنّها مواساةٌ من مُدبرِ الأُمور لا حَزَن ولا قهر بعدها.


فإذا ما أرهقَتكَ الحياةُ يومًا أو دهرّا، وشعرتَ أنّكَ مركونٌ في الزّوايا، إقرأ كتابَكَ وردِّد " ونحنُ أقرَبُ إليهِ مِن حبلِ الوريد." 


لا طمأنةَ بعدَ طمأنةِ الخالِق، فاللهُمّ طمأنينة.

 


_ هيا ظاهر عودة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق