ها قَد جاءَ الصباحُ وداعبَتْ أصابعُ اليقظةِ أجفانَ النيامِ وفاضتْ الأشعّةُ البنفسجيّةُ من وراءِ اللّيلِ وأزالتْ غِشاءُ اللّيلِ عن عزمِ الحياةِ ومجدِها، فاستفاقتْ القُرى المتكئة بهدوءٍ وسكينةٍ علىٰ كتِفَي الوادِي وترنّمتْ أصواتُ المَساجِد وملتْ الأثيرُ نداءً مُستحبًا مُعلِنةً بدْء صَلاة الصّباح، فأرجَعَتْ الكهوفُ صدىٰ رنينِها، كأنَّ الطبيعةَ
بأسرِها قامَتْ مُصلية. قد غَادرتْ العجولُ مرابضَها وتركتْ قِطعانُ الغنمِ والماعزِ حظائرَها وانثنتْ نحوَ الحقولِ ترتعي رؤوسَ الأعْشابِ المتلمّعةِ بقطرِ الندى، ومشىٰ أمَامها الرُعاة وخرجت
العصَافيرِ من أعشاشها فرحة بقدومِ الصّباحِ..💫!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق