من هم المؤمنون بالغيب؟

 ليسوا الذين يقولون بألسنتهم ( آمنا ) بل الشاب المؤمن بالغيب هو الذي يرى رفاقه يسلكون طريق الفسوق،وهو يميل إليه، ويعالج في نفسه مثل حرِّ النار من الرغبة فيه، ويتقلب في فراشه لا يستطيع أن ينام من تفكيره فيه، ولكن يقاوم نفسه ويكبت رغبته، ويترك هذه اللذة الحاضرة طمعاً باللذة الموعودة في الآخرة.

والموظف المؤمن بالغيب هو الذي يرى زملاءه يمدون أيديهم إلى المال الحرام فيكونون به من أولي السَّعة والغِنى، وهو يقنع بمرتبه القليل ويصبر على الضيق أملاً بالغنى والسعة في الآخرة.
والمرأة المؤمنة بالغيب هي التي ترى صاحباتها يتّبعن الموضة ويسلكن طريقها ويكسبن إعجاب الناس، وهي تقدر على ذلك وتميل إليه، ولكنها تخالف نفسها وتقيم على حجابها، وترضى أن يقولوا عنها ( متأخرة ) أو ( متخلفة ) رجاء المكافأة في الآخرة.
المؤمن بالغيب هو الذي يمتنع عن الحرام مهما كان لذيذاً ومهما كان مفيداً في الدنيا، لينال الثواب في الآخرة. وهذا شيء ثقيل على النفس.

من كتاب .... ( فصول في الدعوة والإصلاح )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق