"وليست قيمة الإحسان بكثرة المال، إن المال ينفع الفقير ولكنه لا ينزع من قلبه النقمة على الحياة،
ولا يستل منها بغض الأغنياء ولا يملؤها بالحب.
إن الذي يفعل هذا كله هو العطف، وأن تشعر الفقير بأنه مثلك، وأن تعيد إليه كرامته وعزة نفسه،
ورُب تحية صادقة تلقيها على سائل أحب إليه من درهم،
ودرهم تعطيه فقيرًا وأنت تصافحه يكون آثر عنده من دينار تدفعه إليه متكبرا مترفعا يدك تمتد إليه بالمال، ووجهك يجرعه كأس الإذلال".
*
"إن كل غني يستطيع أن يتصدق بالكثير، ولكن غني القلب بالإنسانية والنبل والحب، هو الذي يستطيع أن يتصدق، مع المال، بالعاطفة المنعشة..
فلا تضنوا على الفقراء بإنسانيتكم، ولا تبخلوا عليهم بعطاء قلوبكم،
وذكروهم أنهم لا يزالون معدودين من البشر، وأنهم مثلكم لأب واحد ولأم واحدة، لآدم وحواء، وأنهم لم ينحدروا إلى دركة الدواب والبهائم..".
*"كم تلقون كل يوم ممن هم دونكم فلا تتفضلون بالالتفات إليهم، ولا تفكرون فيهم، ولا تشعرون بوجودهم،
ثم تتألمون إذا أعرض عنكم من هو فوقكم، وتجاهل مكانكم، وترون ذلك جرحا لشعوركم وكسرا لقلوبكم،
فلماذا تطلبون ممن فوقكم ما لا تعطونه من هم دونكم؟
أليس لهؤلاء نفوس تحس ، وقلوب تتألم؟".
علي الطنطاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق